ما لبث العالم في أن يتخلص من تأثيرات فيروس كوفيد 19 وما سببه من المآسي والإصابات الهائلة عبر الأرض، والوفيات المؤلمة والمؤسفة للكثيرين، وما أحدثه من ضغوطات على القطاع الطبي، وارتفاع الأسعار ونقص اليد العاملة وتأثيراته السلبية على الصناعة بشكل عام، إلى أن جاء فيروس hmpv الخطير الذي قد يعيدنا تحت نفس التهديد ويرجع الحظر ومنع التجول وربما أخطر من هذا!
الفيروس الخطير أصبح موضوع هام يتحدث عنه الجميع، فلنتعرف معًا على فيروس hmpv وما هي تفاصيل مخاطره وكيف انتشر.
____
لا تفوت: هل مرض vexas ينتشر في مصر حقًا؟ ما هو وما هي حقيقة القصة؟
____
ما هو مصدره ومتى ظهر للمرة الأولى؟
تم اكتشاق فيروس HMPV لأول مرة عالميًا في عام 2001، وهو فيروس أحادي السلسلة من الحمض النووي الريبوزي، من عائلة الفيروسات الرئوية التنفسية “RSV”، يُصيب الأخرين وينتشر من خلال الرذاذ التنفسي أو ملامسة الأسطح الملوثة به، وقد تم التعرف على العدوى الخاصة به سابقًا في بلدان مختلفة حول العالم.
انتشار فيروس hmpv الرئوي الخطير مؤخرًا هو شيءٌ يؤرق الملايين حول العالم اليوم، لاسيما أن الكثيرين لم يتعافوا نفسيًا إلى الآن من الأثار التي خلفها فيروس كورونا أو كوفيد 19، وليسوا جاهزين على الإطلاق للتعامل مع شيءٍ مشابه، لاسيما وضع الكمامات مجددًا والابتعاد عن العامة والانعزال في المنازل معظم الوقت.
ومع كل الاحتياطات التي تتخذها الصين اليوم والتي لديها خبرة في التعامل مع حالات الأوبئة، بعد مرور 5 سنوات من ظهور فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية لأول مرة، إلا أنها تشهد ارتفاعًا في حالات الإصابة بالفيروس الرئوي البشري الجديد الذي يُدعى human metapneumovirus (HMPV) لغاية اللحظة.
حيث تمتلئ المستشفيات في البلاد في الحالات المرضية المُصابة به، رغم اتخاذ التدابير الطارئة، وهناك مخاوف متزايدة في عموم البلاد بتفشي الوباء وانتشار فيروس hmpv عالميًا، على غرار جائحة كورونا السابقة وربما أشد منها قوة وسرعة، وتجدر الإشارة إلى أن حالات الإصابة بالفيروس الرئوي الخطير المذكور ترتفع هذا الشتاء بشكل حاد في المقاطعات الشمالية من الصين، وخاصة بين الأطفال مما يجعله أكثر رعبًا للأهالي والعامة.
أسفر وباء كورونا العالمي عن وفاة 7 ملايين شخص خلال الخمس سنوات الماضية بشكلٍ أو بأخر، وقد نشهد مجددًا وباءً خطيرًا قد يكون على غرار الكورونا، فهل ستتمكن السلطات من حد انتشاره هذه المرة وإيجاد لقاحٍ أو علاجٍ سريعٍ له، عِلمًا بأن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة “سي دي سي“، شرحت في أن هذا الفيروس يصيب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي للمصابين به مما يزيد من خطورته.
ما هي أعراض الفيروس الرئوي الجديد في الصين؟
هذا وقد امتلأت صفحات و منصات التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديو لأشخاص يرتدون الأقنعة في المستشفيات في الصين مما زاد من الرعب والخوف لتفشي المرض وتحوله إلى وباءٍ عالمي، وذكرت تقارير محلية أن مشاهد تفشي فيروس HMPV كانت مشابهة تمامًا لما حدث قبل تفشي فيروس كوفيد-19، عِلمًا أن السلطات الصينية المسؤولة عن القطاع الصحي تنفذ الآن إجراءات طارئة لمراقبة انتشار المرض وإدارته.
وإن أردنا وصفًا دقيقًا للفيروس يمكننا القول بأنه فيروس تنفسي يسبب أعراضًا مشابهة لنزلات البرد والإنفلونزا الشائعة مما يجعله صعب الاكتشاف في البداية، لكن الفرق يصبح أكثر وضوحًا حين يؤدي إلى مضاعفات شديدة بشكلٍ سريع وغير متوقع مثل الالتهاب الرئوي، وقد يعاني البعض من تصبغات باللون الأزرق للجلد بسبب نقص الأوكسجين، وهناك لفتة هامة في كونه خطيرًا على الفئات العمرية الأصغر سنًا هذه المرة، وخاصة عند الرضع والأطفال دون سن 14 عامًا، لكن ذلك لا يستثني بالطبع كبار السن وأي شخصٍ يعاني من ضعف جهاز المناعة لديه.
ما هي فترة حضانة المرض ومدته وهل يوجد له لقاح أو علاج حاليًا؟
لحسن الحظ أن فترة حضانة المرض قصيرةٌ نسبيًا بالمقارنة مع فيروس كورونا السابق، إذ أنها تتراوح بين 3 إلى 6 أيام فقط، وقد يختلف متوسط مدة المرض حسب شدته ومناعة المُصاب، إلا أنه على عكس كورونا ليس له لقاح أو علاج، ويركز الإجراء الطبي العلاجي له حاليًا على إدارة الأعراض في المقام الأول، عِلمًا بأنه يتزامن مع زيادة برودة الطقس وزيادة النشاط داخل المنازل، وهي الظروف التي تساهم دومًا في انتشار الفيروسات التنفسية.
من المهم أن نلاحظ أن الفيروس لم يدخل حتى الآن في حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع عدد الحالات دفع السلطات إلى تعزيز أنظمة المراقبة والاكتشاف الخاصة به، وقد تم إطلاق برنامج تجريبي في الصين لتتبع الالتهاب الرئوي ذو الأصول الغير معروفة، وهذا يضمن بدوره قيام المختبرات الصحية والوكالات المختصة بالقطاع الطبي بالإبلاغ عن الحالات وإدارتها بشكل أكثر سرعة وفعالية.
كيف ينتشر المرض وكيف يمكننا الوقاية منه وكم مدة التعافي منه وسطيًا
يمكن التقاط العدوى بالفيروس الرئوي المذكور من خلال مخالطة المصابين، بما في ذلك التعرض أو استنشاق إفرازات السعال أو العطاس، أو اللمس أو المصافحة، وبالطبع لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، ثم لمس الفم أو الأنف أو العين.
وللوقاية منه يجب عدم الاقتراب من الأشخاص الذين يعانون من الأعراض المشابهة للإصابة بالزكام والانفلونزا لاسيما في المناطق التي تم اكتشافه بها، وذلك الالتزام بالنظافة الشخصية، وغسل الأيدي بشكل متكرر بالماء والصابون تمامًا بنفس الأسلوب الذي تم التعامل به مع فيروس كورونا سابقًا.
يمكن اكتشافه من خلال إجراء تحاليل مخبرية، ويمكن التعافي منه لاسيما من فئة الأطفال خلال فترة أسبوع إلى أسبوعين، مع بقاء حالة ضيق التنفس مستمرةً أحيانًا لوقت أطول، وفي حالات العدوى الشديدة قد يحتاج المريض إلى الدخول للمستشفى لتلقي الإجراءات الطبية العاجلة.