قال الكاتب الصحفي السوداني، شوقي عبد العظيم، إنه في ظل التصعيد المستمر للصراع السوداني، أقدمت الولايات المتحدة على فرض عقوبات جديدة على قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بـ “حميدتي”، وهي خطوة يمكن أن تُعتبر سلاحًا ذا حدين في هذا السياق المعقد، فبينما قد تكون هذه العقوبات محاولة لزيادة الضغط على حميدتي، إلا أن لها تبعات قد تؤثر في مسار الأزمة السودانية بشكل كبير.
وأوضح “عبد العظيم”، في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أن هذه العقوبات قد تُسهم في تعزيز موقف حميدتي، حيث أن تصعيد الضغوط قد يجعله أكثر تمسكًا بمواقفه العسكرية، والعقوبات قد تتحول إلى ورقة تفاوضية في أي مفاوضات مستقبلية، إذ سيصبح رفعها جزءًا من شروطه، وبالتالي، يمكن أن تصبح هذه العقوبات بمثابة أداة سياسية يستخدمها في معركة قد تكون بنفس حدة الصراع العسكري القائم.
العقوبات تمثل عاملًا محفزًا للجلوس إلى طاولة المفاوضات
من جانب آخر، أشار “عبد العظيم” إلى أن العقوبات قد تمثل عاملًا محفزًا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، خاصة إذا مارست الولايات المتحدة مزيدًا من الضغوط على الأطراف المتورطة في الصراع، يمكن أن تساهم هذه العقوبات في تحفيز حميدتي، وغيره من القيادات العسكرية، إلى البحث عن تسوية سياسية تضمن مصالحهم، هذا هو الأمل الأبرز للمجتمع الدولي الذي يراقب عن كثب تطورات النزاع، آملًا في إنهائه من خلال الوسائل الدبلوماسية.
وأضاف أن ما يزيد من تعقيد المشهد هو أن الولايات المتحدة لم تقتصر عقوباتها على حميدتي فحسب، بل لوحت أيضًا بإمكانية فرض عقوبات على آخرين من الأطراف الفاعلة في النزاع، في هذا الإطار، يُفهم من تصريحات المسؤولين الأمريكيين أن العقوبات قد تطال أي شخص يعرقل الانتقال الديمقراطي في السودان أو يسهم في إشعال الحرب، هذه الرسالة تستهدف جميع الأطراف، بما في ذلك تلك التي تدعم استمرار الصراع وتحول دون تحقيق الاستقرار السياسي في السودان.
وشدد “عبد العظيم” على أنه رغم أن العقوبات الأمريكية ضد حميدتي تُعد خطوة حاسمة، فإنها لا تشكل الحل الكامل للأزمة السودانية، فالواقع يشير إلى أن العقوبات وحدها لن تكون كافية لتحقيق تغيير جذري في مواقف الأطراف المتنازعة وما تحتاجه السودان الآن هو إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف، إضافة إلى دعم دولي مستمر لضمان وقف القتال بشكل دائم، تظل العقوبات أداة من أدوات الضغط، لكنها تحتاج إلى تعزيز بمسارات دبلوماسية وجهود سياسية شاملة.
وأكد “عبد العظيم” أن المرحلة القادمة من الأزمة السودانية قد تكون حاسمة، خصوصًا مع تصاعد التوترات العسكرية، إلا أن السؤال الأهم يظل: هل ستنجح هذه العقوبات في دفع الأطراف نحو تسوية سلمية حقيقية؟ وإن كانت الإجابة تعتمد على مدى تأثير الضغوط الاقتصادية والسياسية على قادة الصراع، فإن الطريق إلى السلام لا يزال يتطلب مزيدًا من الجهود الجماعية والتعاون الدولي الفعّال.