الصحفي الفلسطيني في غزة.. شاهد وضحية للإبادة الإسرائيلية

الصحفي الفلسطيني في غزة.. شاهد وضحية للإبادة الإسرائيلية

الصحفي الفلسطيني في غزة.. شاهد وضحية للإبادة الإسرائيلية

غزة / محمد ماجد / الأناضول
على مدى 15 شهرا من الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة، عاش الصحفيون الفلسطينيون تجربة قاسية واجهوا فيها خطر الموت والاعتقال والنزوح والإصابة، والعيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة والعمل الصحفي.
وفي يوم الصحفيين العاملين في تركيا، الموافق 10 يناير/ كانون الثاني من كل عام، تسلط الأناضول الضوء على أوضاع الصحفيين الفلسطينيين في غزة، الذين يواصلون العمل في ظروف بالغة القسوة وسط القيود الإسرائيلية والانتهاكات المتواصلة.
** استهداف الصحفيين
وخلال الأشهر الماضية، حرم الصحفيون في غزة من حقهم في ممارسة مهنتهم بحرية وأمان، كما هو الحال لدى زملائهم في العالم.
ودمرت الهجمات الإسرائيلية بيئة العمل الصحفي، وهو ما حوّل الصحفيين إلى شهود وضحايا في آن واحد.
وأسفرت الإبادة الإسرائيلية عن استشهاد 202 صحفي، وإصابة 399 آخرين، واعتقال 43، بحسب إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في تصريح للأناضول.
ووصف الثوابتة عام 2024 بأنه “الأسوأ في تاريخ الصحافة الفلسطينية والعالمية”، في ظل استمرار استهداف إسرائيل المباشر والممنهج للصحفيين الفلسطينيين، بهدف إسكات الحقيقة ومنع نقل معاناة شعبهم.
وبينما فقد البعض منازلهم أو عائلاتهم أو زملاءهم، ظلوا أوفياء لمهنتهم يعملون على توثيق الحقيقة وكشف انتهاكات إسرائيل أمام العالم.
** قتل وجوع ونزوح
الصحفي الفلسطيني وسام أبو زيد قال للأناضول: “منذ بدء الإبادة عانى الصحفي الفلسطيني من الإصابات والنزوح والجوع، وعاش في خيام، ورغم الألم والرعب استمر في التغطية الإعلامية”.
وأضاف: “نعمل في ظل انقطاع الكهرباء ونقص الوقود، ونتنقل بوسائل بدائية للوصول إلى مواقع التغطية، وغالبا ما ننام على الأرصفة أو في الخيام، دون استوديوهات أو تجهيزات مناسبة”.
ولفت إلى أنه وزملاءه من الصحفيين يحاولون نقل وقائع الإبادة الإسرائيلية والمعاناة، رغم كل الآلام والانتهاكات التي يتعرضون لها.
زميله محمد الزعانين أكد أن الصحفي الفلسطيني يواجه خطرا متواصلا، قائلا: “لا مكان آمن للصحفي في غزة، تقصف أماكن عملنا ومنازلنا، ونضطر لممارسة عملنا من الشوارع والخيام، دون وسائل اتصال أو دعم تقني”.
وأضاف للأناضول: “فقدنا العديد من الزملاء والأحباء والعائلة، ومع ذلك نواصل نقل الرسالة رغم خطر الموت والإصابة وصعوبة التنقل بسبب تدمير الشوارع”.
** صراع مع القيود
من جهته، قال الصحفي إبراهيم قنن: “الصحفي الفلسطيني مستهدف بشكل مباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد عشرات وإصابة آخرين”.
وأضاف للأناضول: “نعاني من انقطاع الكهرباء والاتصالات والإنترنت، وحتى عند محاولتنا نقل معاناة الناس نواجه استهدافات إسرائيلية مستمرة”.
وتابع: “الصحفي الفلسطيني إنسان يعيش حالة من النزوح الدائم، يعاني من صعوبة تأمين نفسه وعائلته، ويواجه استهدافا في أماكن عمله ومنزله وحتى مناطق التغطية”.
ودعا قنن المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي إلى “التدخل الفوري لوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين وضمان حقهم في ممارسة عملهم بأمان”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close