أقرت حكومة جنوب إفريقيا حافزًا ضريبيًا بنسبة 150% لتشجيع إنتاج المركبات التي تعمل بالكهرباء والهيدروجين، وفقا لمنصة “إنرجي كابيتال آند باور” المتخصصة في مشروعات الطاقة في إفريقيا.
وتأتي الخطوة ضمن عوامل رئيسية تتخذها الحكومة لتدفع نمو سوق المركبات الكهربائية في جنوب إفريقيا، من بينها الحوافز المالية والتشريعية المواتية، ورفع الوعي البيئي بين المستهلكين وتوسيع البنية التحتية للمركبات الكهربائية.
وسيفتح التشريع الذي تم توقيعه كقانون خلال الشهر الجاري، الباب أمام ما يقرب من 27 مليار دولار من الاستثمارات الجديدة في قطاع المركبات الكهربائية في البلاد.
ونتيجة لذلك، فإن سوق المركبات الكهربائية في جنوب إفريقيا على المسار الصحيح لتحقيق نمو كبير في السنوات القادمة، مع عائدات متوقعة تبلغ حوالي 101.3 مليون دولار في عام 2025.
ومن المتوقع أن يحافظ هذا الاتجاه على معدل نمو سنوي مركب بنسبة 8.73%، ليصل إلى 141.6 مليون دولار بحلول عام 2029.
وكان وزير مالية جنوب إفريقيا إينوك جودونجوان، قد كشف أن الخزانة الوطنية أعادت توجيه ما يقرب من 51 مليون دولار على المدى المتوسط لدعم تحول صناعة السيارات الوطنية إلى المركبات الكهربائية.
وسيدخل هذا البدل الاستثماري الجديد لتقنيات المركبات الكهربائية حيز التنفيذ في الأول من مارس 2026، ما يضع جنوب إفريقيا كنقطة جذب محتملة للاستثمار في المركبات الكهربائية من قبل كبار الجات الدولية.
ويرى الخبراء أن الحافز الضريبي الطموح للحكومة الذي يستهدف كل من الشركات المصنعة المحلية والدولية ، سيجذب اهتمامًا كبيرًا بمطوري المركبات الكهربائية وخلايا الوقود الهيدروجينية.
وفي ضوء الإعفاء الضريبي، بدأت الصين بنشاط في تشجيع مصنعي المركبات الكهربائية على الاستثمار في جنوب إفريقيا في محاولة لتعزيز العلاقات بين البلدين، حيث وقعت ثلاث شركات صينية متخصصة في صناعة سيارات اتفاقيات تتعلق بالاستثمارات المحتملة في هذا القطاع.
وإلى جانب الموقع الجغرافي الاستراتيجي لجنوب إفريقيا تعزز قدرة البلاد على امتلاكها لاحتياطات كبيرة من المواد الخام – من بينها الليثيوم والمنجنيز والنيكل والجرافيت والعناصر الأرضية النادرة – بالإضافة إلى القوى العاملة الماهرة من قدرتها على الريادة في ابتكار التنقل الأخضر غير المضر بالبيئة.
ومع استمرار جنوب إفريقيا في تعزيز مكانتها كقائد عالمي في مجال التنقل الكهربائي، فإن الجمع بين الحوافز الحكومية والموارد الاستراتيجية والشراكات الدولية يمهد الطريق للنمو المستدام في قطاع المركبات الكهربائية.
وبالنظر إلى المستقبل من المحتمل أن يجذب إلتزام البلاد بالإبتكار والتقنيات الخضراء المزيد من الاستثمارات، ما يضعها كمركز حاسم لمستقبل النقل المستدام في أفريقيا وخارجها.