11:31 ص – الإثنين 13 يناير 2025
الفنان الراحل حسين رياض في مشهد من فيلم رد قلبي
كتب
سلمي السلنتي
تحل اليوم الاثنين الذكرى الـ 128 لميلاد الفنان الراحل حسين رياض محمود شفيق، الذي ولد في حي السيدة زينب بالقاهرة في 13 يناير 1897 لأم سورية وأب مصري ميسور الحال يعمل بتجارة الجلود، وهو سليل أسرة تركية ترجع أصولها لحكام جزيرة “كريت”.
كان الأب يصطحب أبنائه الثلاثة “حسين” و”مصطفى” و”محمد فؤاد” الأخير فنان معروف أيضًا باسم “فؤاد شفيق” معه إلى مسرح سلامة حجازي ليشاهدوا المسرحيات معه، وشغف “حسين” وشقيقه “فؤاد” بالفن منذ سنٍ مبكرة، وانضما في مطلع شبابهما لفرقة عبدالرحمن رشدي، وفي سن مبكرة جداً لعب “حسين” أدوار الأب وأداها ببراعة، وحاول أن يتجه للغناء إلا أن صوته لم يسعفه، بعد أن ترك “الكلية الحربية” كوّن فريق “هواة التمثيل المسرحي” مع “يوسف وهبي”، “أحمد علام”، “عباس فارس”، “حسن فايق” وغيرهم.
وكان معلمهم للتمثيل في هذه المسرحية هو “إسماعيل وهبي” شقيق عملاق التمثيل “يوسف بِك وهبي” ثم “عبدالحميد حمدي” من بعده، وقرر “حسين رياض” أن يهب حياته للفن نزولا على نصيحة “عزيز عيد” مثل مسرحيته الأولى “خلّي بالك من إميلي” عام 1916 على مسرح “جورج أبيض” من بطولة “روز اليوسف” الإعلامية الشهيرة ومؤسسة مجلة روز اليوسف المعروفة، وقام خلال هذه المسرحية بتغيير اسمه “حسين محمد شفيق” إلى “حسين رياض” خوفاً من أن تتعرف عليه أسرته حيث كان التمثيل أو “التشخيص” كما كان يطلق عليه نشاطًا معيبًا في ذاك الوقت، و”حسين رياض” هو الاسم الذي عرف به بعد ذلك لبقية حياته، فلم يعرف البعض أنه شقيق الممثل “فؤاد شفيق” الذي اتجه أيضاً للتمثيل بعد ذلك، عندما افتتح يوسف وهبي مسرح “رمسيس” في أوائل عام 1923، انضم حسين رياض لفرقة رمسيس، ليواصل تألقه وربطت بينه وبين “يوسف وهبي” صداقة وطيدة ثم انضم لفرقة “فاطمة رشدي” لعدة سنوات ، وظل يعمل لعدة سنوات مع عدة فرق مسرحية آخري فعمل مع فرقة الريحانى، ومنيرة المهدية، وعلى الكسار، وعكاشة واتحاد الممثلين عام 1934. دخل السينما التي احتضنته فيما بعد كواحد من أفضل من جاءوا في تاريخها .
مثل في السينما الصامتة مثل أفلام “صاحب السعادة كشكش بِك” عام 1931، ثم قدم في بدايات السينما الناطقة أفلامًا، منها “الدفاع، سلامة في خير، لاشين”، وتوالت بعد ذلك أعماله السينمائية المتنوعة ولم تتوقف مشاركاته المستمرة فيها حتى وفاته، وقدم خلال مسيرته أدوار الخير في معظم أدواره باستثناءات قليلة، وعُرِف بدور الأب الحنون في العديد من أدواره، واشترك في العديد من الأعمال الشهيرة والمعروفة في السينما المصرية.
وقام الرئيس الراحل “جمال عبدالناصر” عام 1962 بتكريمه بوسام الفنون، اختلفت الأقوال حول عدد مجموع أعماله السينمائية ولكن المؤكد أنها لا تقل عن 147 فيلمًا، بخلاف السينما قدم للمسرح حوالي 140 مسرحية من أشهرها: “عاصفة على بيت عطيل، تاجر البندقية، لويس الحادي عشر، أنطونيو و كليوباترا، مدرسة الفضائح، القضاء و القدر، الناصر، العباسة، شهر زاد، العشرة الطيبة، مضحك الخليفة، مصرع كليوباترا، الأرملة الطروب، الندم”، قدم أيضًا نحو 150 عملًا إذاعيًا، لم يكمل فيلمه الأخير “ليلة الزفاف” ومات في 17 يوليو 1965 وهو يؤدي دوره أمام الكاميرا إثر أزمة قلبية.
وكانت فاطمة حسين رياض، قد كشفت في تصريحات صحيفة،كواليس اللحظات الأخيرة للراحل قائلة: “سقط ليجدوا بجانبه على المخدة سيناريو “ليلة الزفاف”، واستكملوا الباقى من تصويره تليفونيا حيث لم يستطع الذهاب، وكانت عقيلة راتب تحدثه في التليفون، ووقتها أتذكر أن كل من رآه في البروفة قالوا كان يتحرك بحيوية كفتى في العشرينات وفجأة وقع على المسرح مغشيا عليه ونقلوه إلى البيت ولكن عاودته الذبحة وخلال أيام تحققت أمنيته ورحل”.
وصية حسين رياض الأخيرة
وأشارت فاطمة حسين رياض إلى أنه طلب ألا يتم دفنه إلا بعد 24 ساعة من رحيله، موضحة :”بالفعل هذا الطلب كان له قصة، فكان والدى يتوحد مع الشخصيات التي يقدمها، مثل شخصيات كثيرة قدمها منها “الأسطى حسن” حينما كان يجسد شخصية رجل مشلول وزوج زوزو ماضى، وتخونه مع الأسطى حسن.