مصطفى بن خالد: العدوان الثلاثي على اليمن: أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في دائرة الاتهام
مصطفى بن خالد
شهد اليمن يوم أمس تصعيداً خطيراً في عدوان ثلاثي قادته الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، وإسرائيل، مستهدفاً الشعب اليمني وبنيته التحتية في خطوة تكشف استمرار سياسة التدمير الممنهج ضد بلد يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العصر الحديث، هذا العدوان يأتي في وقت يموت فيه الآلاف بصمت بسبب الحصار المفروض على البلاد منذ سنوات، في ظل غياب دور دولي فاعل لإنهاء معاناة الشعب اليمني.
ملامح العدوان الثلاثي وأبعاده :
الهجوم الذي نفذته القوى الثلاث استهدف مواقع حيوية ذات طابع مدني خدمي واقتصادي، ما يظهر نية مبيتة لإطالة أمد الحرب وتعميق الأزمة الإنسانية.
1- استهداف المرافق الاقتصادية والحيوية:
•استهداف موانئ يمنية رئيسية أدى إلى تعطيل حركة التجارة والإمدادات الإغاثية، مما يهدد بتفاقم المجاعة وسوء التغذية الذي يعاني منه الملايين.
•قصف منشآت خزانات الوقود والطاقة أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة، مما يزيد من معاناة المواطنين في ظل غياب أي بدائل مستدامة.
•تدمير المستودعات الإغاثية والمراكز اللوجستية أعاق وصول المساعدات، مما يعرض حياة آلاف الأطفال والنساء والشيوخ للخطر.
2- استهداف مباشر للمدنيين :
القصف العشوائي طال أحياء سكنية ومناطق مكتظة بالمدنيين، مسفراً عن مئات الضحايا بين قتيل وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال. هذه الجرائم تؤكد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية الإنسانية التي تحظر استهداف المدنيين تحت أي ذريعة.
3- تكريس الهيمنة العسكرية :
هذا العدوان الثلاثي لا يعكس فقط استمرار الحرب، بل يمثل رسالة واضحة من الأطراف المعتدية مفادها أن اليمن سيظل ساحة صراع مفتوح لتحقيق مصالح القوى الكبرى، بغض النظر عن معاناة الشعب.
الأثر الوطني للعدوان :
1- استهداف السيادة الوطنية :
الهجمات تعكس استمرار استهداف سيادة اليمن، إذ يسعى العدوان الثلاثي إلى فرض وصاية مباشرة وغير مباشرة على القرار السياسي اليمني، هذا النهج يتناقض مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، ويدفع نحو مزيد من التفكك الداخلي.
2- تعميق ضعف المؤسسات الخدمية :
•تدمير البنية التحتية الأساسية يُضعف قدرتها على أداء وظائفها الحيوية.
•الانهيار المتواصل للمرافق الخدمية يدفع المواطنين إلى مزيد من الاعتماد على المساعدات الخارجية، مما يكرس الفقر والعجز الوطني.
3- تقويض الجهود السياسية :
كلما بدأت بوادر لعملية سياسية شاملة، يأتي عدوان كهذا ليعيد البلاد إلى نقطة الصفر، استمرار التدخل العسكري يعكس رغبة واضحة في إبقاء اليمن في حالة حرب دائمة.
الأثر الإنساني للعدوان :
1- تعميق الكارثة الإنسانية :
اليمن يعيش بالفعل أزمة إنسانية غير مسبوقة :
•المجاعة وسوء التغذية :
أكثر من 20 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، واستهداف الموانئ يمنع وصول الإمدادات الضرورية.
•القطاع الصحي :
الهجمات طالت منشآت صحية أو قطعت الإمدادات عنها، مما يزيد من معاناة المرضى، خاصة في ظل انتشار الأوبئة مثل الكوليرا والدفتيريا.
•النزوح الداخلي :
تصاعد الهجمات أجبر المزيد من الأسر على النزوح من مناطقهم، مما يضيف عبئاً إضافياً على المخيمات المكتظة أصلاً .
2- انتهاك حقوق الإنسان :
استهداف المدنيين والبنية التحتية يمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، مما يجعل المعتدين عرضة للمساءلة الدولية إذا وُجدت إرادة جادة لذلك .
3- تهديد أجيال المستقبل :
•استمرار القصف والتدمير يعمق من أزمة التعليم، حيث تُغلق المدارس وتتدمر، مما يحرم الأطفال من حقهم الأساسي في التعلم .
•جيل كامل من اليمنيين ينشأ في ظل الفقر والجهل والصراعات المتلاحقة، مما يهدد مستقبل البلاد .
دوافع العدوان الثلاثي:
1- السيطرة على الموارد الطبيعية :
اليمن يمتلك موقعاً استراتيجياً وثروات طبيعية، وهو ما يجعله هدفاً رئيسياً لأطماع الدول الكبرى، خاصة في ظل غياب مؤسسات قادرة على حماية هذه الموارد .
2- خدمة المصالح الإقليمية :
العدوان يهدف إلى إعادة تشكيل المشهد الإقليمي بما يخدم مصالح المعتدين وحلفائهم، على حساب اليمن وسيادته وأمنه واستقراره.
3- كبح أي مشروع وطني مستقل :
القوى المعتدية تسعى لإبقاء اليمن ضعيفاً وغير قادر على اتخاذ قراراته السيادية، مما يضمن استمرار الهيمنة الغربية والإسرائيلية في المنطقة.
دعوة للتحرك الدولي:
1- إدانة دولية واضحة :
يتطلب الوضع موقفاً حازماً من المجتمع الدولي لإدانة هذا العدوان الثلاثي وفرض عقوبات على الأطراف المسؤولة عنه .
2- تحقيق دولي في الانتهاكات :
•تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين والبنية التحتية.
•توثيق الانتهاكات لتقديمها إلى المحاكم الدولية لضمان المحاسبة.
3- تعزيز الدعم الإنساني :
•الضغط على الأطراف لفتح الموانئ والمطارات أمام المساعدات الإغاثية.
•زيادة التمويل المخصص لبرامج الإغاثة الإنسانية في اليمن.
4- دعم عملية سلام حقيقية :
•الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
•العمل على إطلاق حوار يمني – يمني يشمل كافة الاتجهات الفكرية والسياسية بعيداً عن التدخلات الخارجية.
إسرائيل: عامل رئيسي في انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة
منذ قيام الكيان الإسرائيلي في عام 1948، وهو يمارس سياسات قائمة على العدوان والتوسع على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والأراضي العربية المجاورة. هذه السياسات لم تقتصر على الاحتلال المباشر، بل تجاوزتها إلى خلق حالة دائمة من التوتر والصراع، مما جعل إسرائيل سببا رئيسياً لانعدام الأمن والاستقرار في المنطقة.
نداء عاجل من أجل السلام والسيادة
العدوان الثلاثي الذي قادته الولايات المتحدة، بريطانيا، وإسرائيل، يعمق جراح اليمنيين الذين يعيشون في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة. استهداف البنية التحتية والمدنيين يهدف إلى تدمير إرادة الشعب اليمني، لكن التاريخ يُثبت أن الشعوب قادرة على الصمود أمام كل محاولات الطغيان.
إن وقف هذا العدوان وتحقيق السلام الشامل يتطلب إرادة دولية صادقة تقف إلى جانب الحق والعدالة، اليمن يحتاج إلى دعم المجتمع الدولي للخروج من هذه الأزمة الإنسانية والسياسية، والعودة إلى طريق البناء والازدهار. الشعب اليمني يستحق حياة كريمة ومستقبلاً آمناً بعيداً عن الحروب والتدخلات الخارجية.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: