حرائق أمريكا.. هل من مدّكر؟ الجدل يتواصل بين التفسيرات العلمية والتأويلات الغيبية.. شماتة مصرية شعبية ومساندة حكومية رسمية
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
لا صوت يعلو فوق صوت الحرائق التي أتت على عدد من المدن الأمريكية فجعلتها كالرميم.
الحدث الجلل تسبب في جدل كبير شعبيا وسياسيا وعلميا ودينيا.
د. عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة يقول إن حرائق الغابات هي أحد أنواع الكوارث الطبيعية فى كثير من المناطق الأمريكية خاصة غرب الولايات فى كاليفورنيا منها لوس أنجلوس مثل الزلازل، والفيضانات، والانهيارات الطميية، والبراكين، والعواصف والأعاصير، مشيرا إلى أن حرائق الغابات تحدث فى الولايات المتحدة الأمريكية غالبا أثناء فترات الجفاف، وهى متكررة حيث يصل متوسط عدد الحرائق إلى أكثر من 8 آلاف حريق سنويا، تحرق حوالى مليون فدان.
ويضيف أن التقلبات المناخية فى السنوات الأخيرة أدت إلى ارتفاع الحرارة نسبيا، وفقدان الغطاء الثلجي خلال فصل الشتاء مما يتسبب في انخفاض الأمطار، وانخفاض الرطوبة عن معدلاتها، وبالتالى زيادة جاف الأشجار، وزيادة وتيرة الحرائق ومخاطرها، خاصة فى وجود رياح قوية.
ويوضح “شراقي” أن أسباب الحرائق معظمها طبيعى عن طريق البرق، وأحيانا عن طريق النشاط البشري مثل إلقاء سجائر غير منطفئة، أو احتراق أجهزة كهربائية، أو ارتفاع درجة حرارة السيارات، أو من شبكة نقل وتوزيع الكهرباء، أو حفلات شوى اللحوم فى المناطق الشجرية، أو الحرق العمد.
ويختتم مؤكدا أنه منذ أوائل الألفية الجديدة، أصبحت حرائق الغابات في كاليفورنيا أكثر خطورة بسبب تراكم الأخشاب في الغابات، وزيادة عدد السكان، كما ساعد على سرعة انتشار حرائق لوس أنجلوس الحالية انخفاض الأمطار منذ أكتوبر الماضى، وقوة الرياح التى تسمى سانتا آنا Santa Ana ، أحيانا تسمى رياح الشيطان أو الرياح الحمراء لما تسببه من انتشار الحرائق بسرعة كبيرة، كما أنها تساعد على زيادة جفاف التربة والأشجار وانخفاض رطوبة الهواء الذى يعتبر مفتاح اندلاع الحريق الأولي حيث يكون الهواء جافًا في البداية بسبب المواقع الجافة التي نشأ منها، ويزداد جفافا فى اتجاهه نحو الجبال، تراوحت سرعة رياح سانتا آنا القوية بين 90 – 160 كم/ساعة خلال الأيام الماضية والتى هبت من الشرق إلى الغرب، أى من مناطق الغابات إلى المناطق السكنية، وانتشرت الحرائق فى أماكن متفرقة باجمالى مساحة تزيد على 35 ألف فدان، واحتراق 12 ألف منزل، وإخلاء أكثر من 150 ألف مواطن، وخسائر بعشرات المليارات من الدولارات.
اللافت في مصر عقب اندلاع الحرائق كان في إبداء الكثيرين شماتتهم في أمريكا.
د. وفاء إبراهيم أستاذ الفلسفة والعميد الأسبق لكلية البنات جامعة عين شمس قالتها صراحةً: “كلما رأيت استمرار حريق ولاية كاليفورنيا أقول هو الجحيم انفتح على أمريكا لأنه أدرك الطريق المستحق”.
في ذات السياق يقول السفير محمد مرسي إن المتأملين لحرائق كاليفورنيا والشامتين في أمريكا لهم بعض العذر في ربطهم بين هذه الحرائق وبين انتقام ربنا من أمريكا لدعمها اللامحدود لإسر ائيل وتشجيعها ومساعدتها علي تدمير كل القطاع وإلي حد توعد الرئيس المنتخب ترمب بتحويل عزه والمنطقة إلي جحيم إذا لم يطلق سراح الرهائن.
ويضيف أن الرد جاءهم سريعاً كما وعدنا ربنا وفسر لنا وعده عندما ذكرنا بشديد بطشه (إن بطش ربك لشديد)، وتنوع جنوده ( وما يعلم جنود ربك إلا هو)، وعدالة انتقامه ( وما كنا مهلكي القري إلا وأهلها ظالمون).
واختتم مؤكدا أن ما نكتبه هو بعض تنفيس عن الحزن والغضب لقتل أهلنا، وهو أيضاً تنبيه وتحذير لكل ظالم من أن عدالة الله ليست في السماء فقط ولكنها تتحقق في الأرض أحياناً تنفيذاً لوعد الله للمظلوم بأن يري انتقام ربنا من ظالميه بعينيه وقبل الموعد العظيم وحسابه العسير الذي لن ينجو منه إلا من أتي الله بقلب سليم.
وأردف قائلا: “ومازالت كاليفورنيا مشتعلة. فهل من مُدَّكِرْ؟”
من جهته يقول أنور الهواري رئيس التحرير الأسبق لصحيفتي المصري اليوم والوفد إنه سواء كان ما حدث في الولايات المتحدة بإرادة إلهية أم بقوانين الطبيعة فإن النتيجة واحدة هي ضعف الإنسانية مهما ملكت من قوة تتكبر بها وتتجبر على الأضعف والأفقر والأقل حصانة.
ويضيف أن الحضارة الإنسانية كلها في حاجة إلى وقفة من أجل العدالة للجميع.
الخلاصة التي انتهى إليها الكثيرون أن ما يحدث في الولايات المتحدة رسالة لنا قبل أن تكون رسالة للغرب.
وفي الوقت الذي أظهر الشارع المصري شماتة فيما حدث، أصدرت الخارجية المصرية اليوم الأحد بيانا أكدت فيه متابعتها أوضاع الجالية المصرية في لوس أنجلوس والمدن المجاورة بولاية كاليفورنيا إثر انتشار الحرائق المدمرة التي اندلعت في مناطق متفرقة.
وأهابت الخارجية المصرية بمواطنيها توخي أقصى درجات الحذر والابتعاد عن مناطق الخطر.
وأعربت جمهورية مصر العربية عن كامل تضامنها مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال هذه الفترة العصيبة، معربة عن خالص تعازيها إلى أسر الضحايا وأصدق التمنيات للمصابين بالشفاء.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: