زادت تكاليف شحن البترول الخام بين مختلف مناطق العالم، بعد أيام قليلة من تشديد الولايات المتحدة العقوبات على الناقلات الروسية، ما دفع التجار إلى الإسراع بحجز سفن لنقل إمدادات من الدول الأخرى لكل من الصين والهند.
وذكرت وكالة “رويترز” في تقرير نقلاً عن مصادر مطلعة، أن رسوم الشحن على ناقلات البترول الكبيرة للغاية -التي يمكنها حمل مليوني برميل- عبر طرق الملاحة الرئيسية، حققت قفزات بعدما استأجرت “يونيبك” الذراع التجارية لـ “سينوبك” الصينية -أكبر شركة لتكرير البترول في آسيا- عدة ناقلات عملاقة الجمعة الماضي.
ويأتي هذا التحرك السعري ، عقب فرض الولايات المتحدة حزمة جديدة واسعة النطاق من العقوبات على قطاع البترول الروسي، استهدفت اثنتين من كبرى الشركات المُنتجة، و183 ناقلة مما يُعرف بـ”أسطول الظل” التابع لموسكو.
وأوضحت المصادر أن “يونيبك” اشترت أيضاً الأسبوع الماضي عدة شحنات من الخام الحلو -عالي النقاء- من أوروبا وأفريقيا، منها مليونا برميل من خام “يوهان سفيردروب” النرويجي، وقدر مماثل من خام “سانجومار” السنغالي، بجانب كميات من الخامين الغاني والأنجولي.
وأفاد أحد وسطاء الشحن في تصريح للوكالة، بأن تكلفة شحن البترول على المسار الواصل بين الشرق الأوسط والصين، والمعروف باسم “تي دي 3 سي”، ظلت ترتفع على أساس يومي منذ الجمعة الماضي، لتقفز بنسبة 39% خلال هذه الفترة إلى 37.8 ألف دولار.
وحسب بيانات “إس آند بي كومودتي إنسايتس”، زادت تكلفة شحن مزيج “إسبو” الروسي من ميناء “كوزمينو” على المحيط الهادئ على متن ناقلة بحجم “افراماكس” إلى شمال الصين؛ بأكثر من الضعف إلى 3.5 مليون دولار.
وطلبت الجهات المالكة لهذه الناقلات علاوات ضخمة بسبب محدودية الحمولات المتاح نقلها على هذا الممر الملاحي.
وأشار وسيط شحن آخر، إلى آن تكلفة الشحن على متن ناقلات عملاقة من الشرق الأوسط إلى سنغافورة شهدت الزيادة الأكبر من بين المسارات الملاحية الأخرى، وسجلت 61.35 وحدة قياسية عالمية -معيار لقياس التكلفة- الثلاثاء مقارنة بـ 11.15 وحدة يوم الجمعة الماضي.
كما زادت تكلفة الشحن من الشرق الأوسط للصين بمقدار 10.4 وحدة إلى 59.7 وحدة، ومن غرب إفريقيا إلى الصين بمقدار 9.55 وحدة إلى 61.44 وحدة، وارتفعت تكلفة الناقلة في الرحلة الواحدة من خليج المكسيك إلى الصين بمقدار 360 ألف دولار إلى 6.82 مليون دولار.